كشفت تقارير صحفية عالمية ما وصفته باستيعاب العالم لرسالة المملكة العربية السعودية التحذيرية في مجلس الأمن الدولي، بشأن ناقلة النفط “صافر” التي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية الحوثية في اليمن.
وأوضح موقع “ماكاو بزنس” الاقتصادي العالمي أن رسالة السعودية التحذيرية في مجلس الأمن، وضعت العالم كله أمام مسؤولياته من حدوث كارثة محققة، وتسرب نفطي هائل في الممر الملاحي الأهم في العالم قبالة الساحل الغربي لليمن.
وأوضح التقرير أن ناقلة النفط “صافر” البالغة من العمر 45 عاما، ترسو قبالة سواحل اليمن، منذ 2015، وتحمل 1.1 مليون برميل من النفط الخام على متنها.
ولفت التقرير أن المملكة وخبراء من الأمم المتحدة يحذرون من حدوث ثقب أو انفجار في الناقلة، سيكون له عواقب بيئية وإنسانية واقتصادية وخيمة.
ونقل الموقع عن عبد الله المعلمي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة قوله “شوهدت حاليا بقعة نفطية على بعد 50 كيلومترا غربي السفينة داخل منطقة عبور السفن التجارية، وهذا جرس إنذار خطير.”
وأضاف السفير السعودي: “من الواضح أن الناقلة وصلت إلى حالة خطيرة من التدهور، وأن الوضع يشكل تهديدًا خطيرًا لجميع دول البحر الأحمر، وخاصة اليمن والمملكة العربية السعودية”.
وتمنع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، خبراء الأمم المتحدة من الوصول إلى ناقلة النفط، وتقييم الوضع الخاص بها، ما يشكل خطرا كبيرا على الناقلة.
ونقل التقرير عن خبراء في الأمم المتحدة، والذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم بسبب حساسية مواقعهم، قولهم “خط أنابيب مرتبط بالسفينة يُشتبه في أنه قد تم فصله عن المثبتات، التي تمسك به في القاع وهو الآن يطفو على سطح البحر”.
وأضاف الخبراء بقولهم “يجب عدم ترك الوضع الخطير دون معالجة، لأن الوضع سيكون كارثيا بمرور الأيام المقبلة”.
كما قال مسؤول غربي أيضا إن الأمر يجب أن يتم فصحه بعناية لأن الوضع يمكن أن يصبح خطيرا جدا وسيهدد الاقتصاد العالمي ككل.
وتابع بقوله “في حالة وجود تسرب نفطي من صافر، سيكون الوضع كارثيا لأنها بالقرب من الممرات الملاحية الدولية”.
ومع ذلك، هناك اتفاق عام على أنه حتى لو لم يحدث تسرب نفطي من “صافر” حتى الآن ، فقد تكون الكارثة مجرد مسألة وقت.
في يوليو الماضي، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانًا أعرب فيه عن “قلقه العميق من الخطر المتزايد”، ودعا الميليشيات الحوثية الإرهابية إلى المضي قدمًا في منح الوصول إلى الناقلة.
لكن التقرير وصف بأن تجاهل “الحوثيين” المستمر للمناشدات الدولية المتكررة لمعالجة تلك الأزمة، هو أخطر ما فيها، لأنه يعبر عن نوايا “غير سليمة” تضمرها تلك الميليشيات بشأن الناقلة.
ويقول مسؤولون غربيون إن محنة الناقلة أصبحت ورقة مساومة، حيث بات الحوثيون متهمون باستخدام “صافر” كورقة للتهديد بإحداث كارثة كبرى، لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
في يونيو، قال الحوثيون إنهم يريدون ضمانات لإصلاح السفينة، وأن يحصلوا على قيمة النفط الموجود على متنها، لاستخدامها في دفع رواتب موظفيهم والميليشيات التابعة لهم.
لكن الحكومة اليمنية قالت إن أموال النفط يجب أن تستخدم في مشروعات صحية وإنسانية في الدولة اليمنية، خاصة وأن الدولة باتت مرة أخرى على شفا المجاعة بعد سنوات طويلة من الصراع.
ويتوقع التقرير أن يكون هناك “تدخل دولي” قوي في الفترة المقبلة، لوقف هذا “التعسف والتهور” الحوثي، الذي قد يسبب ضررا كبيرا للاقتصاد العالمي، الذي يحاول التعافي من آثار جائحة كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19” الخطيرة.