أشادت تقارير صحفية هندية عديدة بتصريحات السفير السعودي لدى الهند، دكتور سعود بن محمد الساطي، والتي تطرق فيها لأفكار وخطط المملكة الاستثمارية، والتي وصفها بأنها تسير على الطريق الصحيح ويمكن أن تصل إلى عنان السماء.
ونقلت صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية تفاصيل تلك التصريحات، والتي وصفتها بأنها “حكيمة”، وتظهر وعي القيادة السعودية بأبعاد الأزمة الحالية المتمثلة في تفشي جائحة “كوفيد 19”.
وأوضح السفير السعودي أن خطط المملكة الاستثمارية في الهند وغيرها من دول العالم تسير على الطريق الصحيح، مشيدا بالاقتصاد الهندي وقدرته على التعافي من الآثار السلبية لأزمة ”كوفيد 19″.
وقال الساطي “خططنا للاستثمار في الهند تسير على الطريق الصحيح ونناقش تحديد أولويات فرص الاستثمار في العديد من القطاعات في كلا البلدين”.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تقدر الهند كشريك استراتيجي وصديق مقرب.
وحدد الساطي التعاون المستمر في مجالات التدريب وتبادل المعرفة ومكافحة الإرهاب كعناصر أساسية للشراكة في مجال الدفاع والأمن.
وأشاد الساطي بإجراءات الهند لإنعاش اقتصادها في ضوء تأثير الوباء، وقال إن التعافي الاقتصادي لكلا البلدين سيساعد في رفع الاقتصادات الأخرى في المنطقة أيضًا.
وأكمل بقوله “حزمة الإغاثة الاقتصادية التي قدمتها الهند لأبرز قطاعاتها جديرة بالثناء. باعتباره خامس أكبر اقتصاد عالمي وأكبر اقتصاد في جنوب آسيا، فإن الاقتصاد الهندي لديه قوة دافعة للتعافي من تأثير الوباء المستمر “.
وقال السفير إن إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية من قبل البلدين فتح آفاقا جديدة للتعاون في عدة قطاعات بما في ذلك الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب.
وأضاف بقوله “فتح مجلس (الشراكة) الاستراتيجي الذي أنشأه البلدان في عام 2019 آفاقًا جديدة للشراكة في مجالات استراتيجية مثل الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب وأمن الطاقة والطاقة المتجددة”.
وأجرى وزير الدفاع الهندي، الأحد، محادثات مكثفة مع قائد القوات البرية الملكية السعودية الفريق أول فهد بن عبد الله محمد المطير، حيث بدأ زيارة نادرة تستغرق يومين للدولة الخليجية لتمهيد الطريق لعلاقات عسكرية أعمق.
في أول زيارة يقوم بها قائد للجيش الهندي، سافر الجنرال نارافان إلى العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي حيث أجرى محادثات مع كبار الضباط العسكريين.
وشكل الجانبان مجلس الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للرياض في أكتوبر من العام الماضي. المجلس مفوض بمراقبة تقدم العلاقات الاستراتيجية في مجموعة كاملة من المجالات الرئيسية.
وشهد العقد الحالي خطوة ملحوظة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والهند.
وقال الساطي إن ما كان يُنظر إليه على أنه علاقات بين بلدين صديقين أصبح الآن شراكة استراتيجية قوية بين اقتصادين رائعين.
وأتبع قائلا ”من التعاون في مجال الطاقة والأمن والدفاع والعلاقات التجارية المزدهرة إلى التعاون الصحي، تنوعت طبيعة هذه العلاقة بشكل كبير مما سمح بتوسيع النمو. وقد بشرت القيادة على الجانبين بهذا التحول في العلاقات السعودية الهندية”.
وحول الشراكة التجارية ، أشار السفير السعودي إلى قرار صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) باستثمار ما يقرب من 1.3 مليار دولار في ريلاينس ريتيل و 1.5 مليار دولار في منصات جيو ريلاينس، مضيفا “أرامكو السعودية ملتزمة بالاستثمار في قطاع الطاقة الهندي. وقال إن قرار أرامكو شراء حصة في شركة ريلاينس إندستريز أويل تو كيميكال، والتزام أرامكو بالاستثمار في مشروع البتروكيماويات لتكرير الساحل الغربي، يدل على الاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية لتطوير قطاع الطاقة في الهند”.
واستمر قائلا “توفر هذه المشاريع فوائد اقتصادية إيجابية متوقعة من تطوير السوق المحلية ومرونة العمل وزيادة الإنتاجية داخل القطاع الخاص واستقطاب المواهب عالية المهارة، وستساعد في النهاية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال التحول الوطني البرنامج”.
وردا على سؤال حول التطورات السياسية في اليمن ، قال السفير السعودي إن تشكيل الحكومة الجديدة في ذلك البلد يعد خطوة مهمة في سياق تنفيذ اتفاق الرياض.
وقال الساطي: “نأمل أن تساعد هذه الخطوة في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني لحل سياسي ينهي الأزمة في اليمن”.